إيران تنقض وعودها لسوريا بتوفير النفط بخصم كبير

طهران- كشفت مصادر إيرانية مطلعة لـ"العرب" أن إيران تراجعت عن وعودها بتوفير النفط لسوريا بسعر يقل عن 30 بالمئة عن الأسعار التي تبيع بها نفطها للزبائن الآخرين. وقرأ المحللون في ذلك تحولا في سياسة طهران في وقت يستعد فيه البرلمان الإيراني لمنح الثقة للحكومة الجديدة.
قالت مصادر إيرانية مطلعة لـ"العرب" إن طهران نقضت وعودها لدمشق بتوفير النفط والمشتقات بأسعار تفضيلية، في تحول كبير يكشف عمق الأزمة الاقتصادية التي تعانيها إيران بسبب العقوبات.
|
وتوقعت المصادر أن يكون لذلك تبعات كبيرة على مستقبل العلاقات بين الحليفين وعلى قدرة سوريا على الصمود بوجه أزمة اقتصادية طاحنة وعلى مستقبل الصراع في سوريا المستمر منذ نحو عامين ونصف.
ورأى محللون في ذلك تحولا في السياسة الايرانية في وقت يصوت فيه البرلمان على الحكومة التي أعلن عنها الرئيس المنتخب حسن روحاني ويغلب عليها المعتدلون والكوادر المتخصصة البعيدة عن التيار المتشدد في طهران الذي يميل إلى تأييد نظام الرئيس بشار الأسد بأي ثمن.
وكشفت المصادر أن المسؤولين السوريين قدموا احتجاجات لشركة النفط الوطنية الايرانية على عدم استقطاع الخصم المتفق عليه والذي يبلغ 30 بالمئة عن احتساب أسعار الشحنات الأخيرة التي تم توريدها إلى سوريا، لكن طهران لم تعر اهتماما للاحتجاجات السورية.
وتؤكد المصادر أن دمشق لا تبدو قادرة على التأثير على القرار الإيراني، وأن علاقات الصداقة بين الجانبين بدأت تتحطم تحت ضغط العقوبات الاقتصادية التي يرزح تحتها البلدان.
وهناك إشارة إلى أن الرئيس الجديد يميل لإنقاذ الاقتصاد الايراني المتداعي والتوصل إلى إتفاق مع القوى الغربية لتخفيف العقوبات، في حين يميل المعسكر المتشدد الى ارتباط مستقبل النظامين في دمشق وطهران ويصرون على مواصلة دعم النظام السوري.
ويعاني الاقتصاد السوري من أزمة خانقة بسبب تداعيات الحرب الأهلية، التي أدت إلى فقدات العملة المحلية لنحو 80 بالمئة من قيمتها. كما يعاني من نقص شديد في الوقود بسبب سيطرة المعارضة على معظم المناطق التي تضم حقول النفط السورية.
ويرى مراقبون أن نقض طهران لوعودها لدمشق سيقطع الشريان الوحيد الذي يزودها بأسباب الحياة في ظل تلاشي احتياطات الحكومة السورية من العملات الأجنبية. ومن المتوقع أن يقلب التحول الإيراني موازين القوى في الحرب الأهلية السورية.