الأسواق ترحب بسحب سامرز ترشيحه لرئاسة الاحتياطي الفدرالي

واشنطن- لم يكن سحب ترشيح لاري سامرز مفاجئا بعد أن هدد الكونغرس الأميركي برفض ترشحه لمنصب رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي. وقد فهمت الأسواق من ذلك أن الولايات المتحدة لن تميل لتشديد سياستها المالية بدرجة كبيرة، لأن سامرز كان يمثل جناح الصقور في السياسات المالية.
أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الاحد أن وزير الخزانة الاسبق لاري سامرز قرر سحب ترشيحه لمنصب رئيس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي) خلفا لبن برنانكي، مضيفا انه وافق على قراره هذا.
ويقول محللون أن الطريق أصبح سالكا أما جانيت يلين نائبة رئيس البنك المركزي الحالي، والتي تميل لتيسير السياسة المالية، وهي تحظى بتأييد واسع في الكونغرس لتصبح أول امرأة تتبولأ هذا المنصب.
وقال أوباما في بيان "لقد تحدثت اليوم مع لاري سامرز وقبلت قراره سحب اسمه كمرشح لرئاسة الاحتياطي الفدرالي".
|
وأضاف الرئيس الاميركي ان "لاري كان عضوا رئيسيا في فريقي في وقت كنا نواجه فيه اسوأ ازمة اقتصادية منذ الكساد الكبير، وان نجاحنا في اعادة الاقتصاد الى طريق النمو والتقدم الذي نلحظه اليوم انما يعودان في جزء غير بسيط منهما الى كفاءته وحكمته ومؤهلاته كقائد".
وفي الواقع فقد سبق لعدد من اعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين أن اعلنوا صراحة انهم سيصوتون ضد تعيين سامرز على رأس الاحتياطي الفدرالي.
وتولى سامرز وزارة الخزانة في ادارة الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون بين العامين 1999 و2001، وفي السنتين الاوليين من عهد اوباما كان كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس.
وكان اوباما اختار في 2008 سامرز لقيادة سفينة انقاذ البلاد من الازمة الاقتصادية على الرغم من المعارضة التي لقيها هذا الاختيار من اعضاء في الحزب الديمقراطي الذين كانوا يعتبرون الوزير الاسبق قريبا جدا من مصارف وول ستريت.
تحديات كبيرة
ويأتي انسحاب سامرز ليفسح المجال أمام جانيت يلين لتبوأ المنصب، إذا لم يظهر مرشح جديد مفاجئ لخلافة الرئيس الحالي بن برنانكي الذي سيغادر منصبه نهاية العام الحالي. وتكمن خطورة الأمر في أن البنك المركزي الاميركي يقترب من تخفيف برنامج التحفيز المالي، بعد تسارع ايقاع نمو الاقتصاد الأميركي.
|
ويقول محللون إن اختيار جانيت يلين قد يخفف من إيقاع تقليص البرنامج، وقد انعكست هذه الأنباء على أداء معظم الأسواق الناشية التي تخشى هجرة رؤوس الأموال منها باتجاه الاقتصاد الأميركي والبلدان الغربية الأخرى التي بدأت تظهر تحسنا في الاداء الاقتصادي.
وحافظ البنك المركزي الاميركي على معدل فائدته الرئيسية قريبا من الصفر منذ نهاية 2008، وانفق 85 مليار دولار شهريا عبر سندات خزينة وسندات رهن عقاري، كوسيلة إضافية للضغط على خفض معدلات الفوائد وتشجيع النشاط الاقتصادي.
وفي حال تعيين يلين (67 عاما) فإنها ستصبح اول امرأة تتولى رئاسة المجلس، وهي تعرف البنك المركزي حيث امضت ثلث مسيرتها العملية. ومسالة الخلافة على رأس أكبر بنك مركزي قوة في العالم، تحولت الى حملة سياسية. ففي نهاية يوليو، وقع عدد من اعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين رسالة يطلبون فيها تعيين جانيت يلين.