"التحالف الإسلامي" نفيٌ عمليٌ لادعاءات الغرب ضد المسلمين

القاهرة- عوّل عددٌ من الخبراء والمحللين العرب على التحالف الإسلامي الذي أعلنت عنه المملكة العربية السعودية مؤخرا لمواجهة الإرهاب ويضم 34 دولة، واصفين ذلك التحالف بـ “الخطوة المُهمة رغم تأخر موعد الإعلان عنها”، مؤكدين في السياق ذاته على أن وجود هذا التحالف “الإسلامي” يدحض فكرة ارتباط الإرهاب بالعرب والمسلمين عموما التي يروج لها الغرب، كما نفوا فرضية أن يكون هذا التحالف بديلًا عن القوة العربية المشتركة التي أقرتها القمة العربية التي انعقدت في مدينة شرم الشيخ المصرية في مارس (آذار) الماضي باقتراح مصري.
وأسفر الإعلان عن التحالف الإسلامي عن حالة من التفاؤل داخل الأوساط العربية والإسلامية المختلفة، حيث اعتبر الأزهر أن هذا التحالف “قرار تاريخي”، وفق وصف شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب، والذي أكد على أن فكرة التحالف كانت مطلبا ملحّا لشعوب الدول الإسلامية التي عانت أكثر من غيرها من الإرهاب، داعيًا الدول الإسلامية كافة للانضمام له.
وفي السياق ذاته، قال علي جاروش المدير السابق للإدارة العربية بجامعة الدول العربية، إن الإرهاب ظاهرة عالمية تهدد الاستقرار العالمي، وقد شهدنا خلال الفترة الأخيرة تناميا في العمليات الإرهابية التي ضربت العديد من بلدان العالم بما في ذلك العربية والأجنبية، وهي عمليات تنذر بمستقبل شديد القتامة إن لم يكن هناك تحالف واسع لمواجهته.
|
كما حظي التحالف الإسلامي بتأييد الكثير من القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، حيث اعتبر آشتون كارتر وزير الدفاع الأميركي، أن إنشاء التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب يتماشى مع دعوة بلاده الموجهة إلى الدول السنية بإظهار أكثر فعالية في محاربة تنظيم “داعش”.
مضيفا ” أنه إذا تعذرت المفاوضات السياسية مع النظام السوري وحلفائه (روسيا وإيران) فسيكون لهذه القوات دور هام على الأراضي السورية”. ومن جهته أكد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي أن التحالف الإسلامي العسكري الذي شكلته الرياض مع 34 دولة أخرى “ليس تحالفا سنيا أو شيعيا بل هو تحالف ضد الإرهاب والتطرف”.
واعتبر أيمن الرقب، القيادي بحركة فتح الفلسطينية، أن الإعلان عن هذا التحالف أمر هام وضروري رغم تأخره، مضيفا أنه وفي ظل تنامي نشاط قوى الإرهاب في المنطقة في السنوات الماضية، دعت عدة أطراف إلى تشكيل هذا التحالف ولكن لم يتم التفاعل مع هذا المقترح على الفور.
|
وبدوره، رأى محسن خصروف المحلل العسكري اليمني، أنه رغم تأخر هذا التحالف إلا أنه يظل في غاية الأهمية لا سيما في ظل الظروف الراهنة بالمنطقة.
وردا على ما طرحه البعض بشأن اعتبار أن ذلك التحالف سيكون بديلا للقوة العربية المشتركة التي صادقت عليها القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ في مارس (آذار) الماضي، أفاد خصروف بأن التحالف الإسلامي الذي تم الإعلان عنه هذه الأيام لن يكون بديلا للقوة المشتركة التي ستشمل الدول العربية دون غيرها، في حين أن التحالف الإسلامي يشمل الدول العربية والإسلامية على حد السواء بهدف تنسيق الجهود من أجل مواجهة الإرهاب في شتى بقاع المنطقة العربية لا سيما سوريا وليبيا واليمن.
هذا، وأشاد علاء عز الدين محمود المدير السابق لمركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة المصرية، بهذه الخطوة معتبرا أن نجاح التحالف الإسلامي في تنفيذ مهامه في القضاء على الإرهاب، الذي أصبح يشكل ظاهرة خطيرة في المنطقة اليوم والانتصار عليه سيوقف مبررات التدخل الغربي الأجنبي في المنطقة مشددا على ضرورة تأكيد التنسيق الناجح بين الدول المشاركة في هذا التحالف.
كما عبر عن قلقه إزاء مصير القوة العربية المشتركة التي أقرتها القمة العربية، عقب الدعوة التي تقدّم بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي آنذاك، مشيرا إلى أن التحالف الإسلامي على أهميته في هذه الفترة، إلا أنه كان من الأجدر تشكيل القوات المشتركة “العربية” ثم يتم التأسيس للتحالف الإسلامي في ما بعد، ويكون بمثابة توسيع لشبكة القوات المشتركة أو تطويرها بالانفتاح على قوات أو تحالفات مع دول إسلامية.