اللهم لا نسألك رد الغباء..
قد أشعر بالذّعر حين أسمع أحدهم يناقشني فيؤكد حازما جازما بأنّ المخابرات الإسرائيلية هي التي دمّرت مركز التجارة العالمي لكي تلصق التّهمة بالمسلمين وتمنع أيّ تعاطف دولي مع الفلسطينيين!
وبعد كل تلك الأحايين أسأل نفسي: أي خيال هذا الذي يجرؤ على تصور مثل هذا الهذيان؟ !
بل، قد تدور بي الأرض وأنا أصغي إلى خطاب يتوهم بأن كل الاعتداءات الإرهابية في الأقصر، وسكيكدة، وبالي، والدّار البيضاء، ولندن، ومدريد، ونيروبي وغيرها، جميعها من تدبير مخابرات تلك الدول نفسها. والهدف؟ تشويه صورة المسلمين أو صورة الإسلاميين، أو صورتهما معا!
وبعد كل هذا اللّغط أسأل نفسي: أي خلايا دماغية هذه التي تتخيّل كل هذا الهراء؟! ثم أتذكر كيف أنّ هوس التفسير المؤامراتي جذوره ضاربة في عمق التاريخ الهجري. فمن منّا لا يتذكّر شخصيّة عبدالله بن سبأ، ذلك المشجب الذي علّق عليه المسلمون جميع جرائمهم وحماقاتهم في حق بعضهم البعض، أثناء وبعد الفتنة الكبرى، درءا لوخز الضمير، وتنكرا لروح المسؤولية، وإقبارا لحس العدالة؟ ثم أوشك أن أقول في الأخير: اللهم لا نسألك رد الغباء ولكن نسألك اللطف فيه.