المخرج العراقي جودي الكناني: لست على تماس مع مفهوم النقد السينمائي

يقول جودي الكناني عن تمحور تجربته الإخراجية حول الفيلم الوثائقي الثقافي: "تجربتي الإخراجية لا تتمحور حول هذا النوع من الأفلام فقط، بل هي تجربة مفتوحة. والأفلام الثلاثة الأخيرة تمحورت حول هذا النمط الذي بدأ بفيلم "رحلة إلى الينابيع"، ثم فيلم "الأخضر بن يوسف" والآن "السيّاب"، لكن تجربتي في شطرها السابق تناولت أعمالاً أخرى تختلف من ناحية صيغة التقديم.
هل يجمع الفيلم الجديد "السيّاب" بين التقنيات الروائية والوثائقية، أم هو يروّض الوثيقة لمصلحة الفيلم الروائي؟ يجيب جودي الكناني قائلا: "بالتأكيد تختلف تقنية بناء الفيلم الروائي عنها في الفيلم الوثائقي، فالوثائقية لها اشتراطات بنائية خاصة، بمعنى أن الهدف هو التركيز على فحوى الوثيقة لإظهار أهميتها ودلالتها في سير الحدث الفيلمي، هذا إذا كان الفيلم وثائقياً، لكن في حالة فيلم "السياب"، نجد استخدام الوثيقة لاشتراطات مغايرة، بمعنى أن القصيدة التي أعمل على بنائها درامياً وروائياً، هي في النهاية وثيقة شعرية مرتبطة بالسيّاب.
وعن طبيعة الأفلام التي أخرجها وثيماتها، يقول الكناني: "الأفلام التي أنجزتها في بُوخارست هي ذات موضوعات وثيمات مختلفة، خمسة منها وثائقية واثنان روائيان، لكن جميعها أو معظمها فيها شيء من المغامرة. خذ مثلاً فيلم "ليلة على الدانوب" فإني أتناول فيه حياة الصيادين ومعاناتهم وبقائهم أياماً طوالا في النهر بعيداً عن عوائلهم وخوفهم من العواصف المفاجئة.
ولمّا سألت "العرب" جودي الكناني عن حدود إفادته من النقد السينمائي العراقي خاصة والعربي عامة في تطوير تجربته الإخراجية في مجال الفيلم الوثائقي والروائي القصير، أجاب بقوله: "أنا لست على تماس مع مفهوم النقد السينمائي العراقي، لأنني وكما تعرف بحكم الجغرافيا بعيد عن العراق وأفلامي لم تُقدَّم في العراق، لكنها عُرضت في فضائيات عربية.