المرأة العربية المسلمة تتميز في مجال العلوم وتصبح نموذجا يحتذى به عالميا

استطاعت المرأة العربية المسلمة الولوج في جميع مجالات العلم والعمل، فما عاد هناك مجال محال عليها أو عمل مخصص للرجل فحسب، وكثيرا ما يتصور البعض أو يردد أن مجال العلوم والتكنولوجيا صعب على المرأة ولا تستطيع فهمه ولا النجاح فيه إلا أن النساء العربيات أثبتن ولسنوات قدرتهن على التميز والنجاح فيه سواء في كراسي التعلم أو في الحياة المهنية.
إن الحديث عن تفوق المرأة العربية المسلمة في العلوم ليس من سبيل الادعاء أو الانحياز لها بل هو أمر ثابت، أكدته مجلة “مسلم ساينس" المختصة في العلوم والتكنولوجيا وريادة الأعمال في العالم الإسلامي، حيث أعلنت اختيارها بالاعتماد على مجلس مكون من خبراء على مستوى عالي المكانة العلمية، قائمة تضم أهم 20 امرأة في العلوم الأكثر نفوذا وتأثيرا في العالم الإسلامي كله وفي أقاليم ودول من جنوب شرق آسيا، وجنوب ووسط آسيا، ومنطقة الخليج العربي، ودول المغرب العربي وشمال أفريقيا، ودول أميركا الشمالية.
وتضم القائمة اختصاصات علمية تميزت فيها النساء مثل الفيزياء، والبيولوجيا، والكيمياء، والهندسة، والرياضيات، والعلوم الاجتماعية، وتشير تقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان أن عدد المسلمين يبلغ حوالي ربع سكان العالم واختيار 20 شخصية نسائية ذات تأثير في العالم الإسلامي في اختصاصات علمية ليس إلا دليلا على تفوق المرأة وانجازاتها العلمية.
كما قسّمت المجلة قائمة الشخصيات النسائية الأكثر تأثيرا حسب ثلاث مراحل زمنية تضم كل مرحلة جيلا من النساء الناجحات في مجال العلوم؛ المرحلة الأولى تمتد بين عام 1980 وعام 2000 وأطلقت عليها المجلة اسم “جيل الرائدات والعالمات المطورات”، وتضم هذه الفئة 4 عالمات مسلمات، هن:
|
أولا البروفيسورة سميرة موسى مصرية الجنسية في مجال الطاقة النووية والاستخدامات السلمية، المولودة في مارس 1917 بمحافظة الغربية والمتوفاة بتاريخ 15 أغسطس 1952، وهي أول عالمة ذرة مصرية ولقبت باسم ميس كوري الشرق، كما أنها أول معيدة في كلية العلوم جامعة القاهرة حاليا، وتحصلت موسى على بكالوريوس العلوم ثم على شهادة الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات وسافرت في بعثة إلى بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي، وحصلت على الدكتوراه في الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة.
وكانت تأمل أن تسخر الذرة لخير الإنسان وتقتحم مجال العلاج الطبي، وكانت عضوا في كثير من اللجان العلمية المتخصصة منها “لجنة الطاقة والوقاية من القنبلة الذرية” التابعة لوزارة الصحة المصرية، وتوفيت إثر حادث مرور غامض يرجح أنه مفتعل في ضواحي كاليفورنيا عندما كانت تنوي زيارة معمل نووي. ثانيا الدكتورة نسرين غدار، كويتية لبنانية، في مجال طاقة المستقبل، وهي أستاذة في الهندسة الميكانيكية، اختيرت لتكون أستاذة كرسي بدولة قطر لدراسات الطاقة، ولها كتب ومنشورات علمية هامة في المجال.
|
المرحلة الثانية، هي مرحلة العالمات المطورات، وتمتد على الفترة من عام 2000 إلى عام 2020، وتشمل 8 عالمات، هن؛ البروفيسورة رابيا حسين (باكستان) متخصصة في الأمراض المعدية، والبروفيسورة خاتيجا مود يوسف (ماليزيا) في مجال الفيروسات، والدكتورة أسمهان الوافي (مغربية كندية) في مجال أمن الغذاء وذلك اعتمادا على ما حققته من إنجازات علمية وتكنولوجية ريادية في مجال تخصصها الوظيفي، وإسهاماتها في تحقيق العدالة المجتمعية.
|
أما المرحلة الثالثة فتمتد من عام 2020 إلى عام 2040، وهي مرحلة عالمات مجتمع المعرفة وبناء المستقبل وترى مجلة “مسلم ساينس" أن مستقبل مجتمع واقتصاد المعرفة في العالم الإسلامي، يتوقف على جهود عالمات هذه المرحلة وهي مرحلة البطلات الناشئات اللائي يتحملن مسؤولية دفع معدلات النمو الاقتصادي والاستقرار المجتمعي في الدول الإسلامية، ويعوّل عليهن لقيادة قاطرة المستقبل، لأنهن نماذج مشرفة يحتذى بها من قبل الأجيال الشابة، صاحبة الطاقات والأفكار الابتكارية، الملبية لاحتياجات المجتمعات والاقتصاديات في الدول الإسلامية.
والدكتورة مريم مطر (إماراتية) متخصصة في الإنسانيات، والبروفيسورة أديبة كامارولوزمان (ماليزية) في مجال المحرمات والممنوعات، والدكتورة مريم ميرزاخاني (إيرانية) في الرياضيات الباطنية، والدكتورة رانا داجاني (أردنية) متخصصة في قضايا المرأة والإسلام، والدكتورة ريم تركماني (سورية بريطانية) متخصصة في التاريخ الغربي.
والدكتورة غادة محمد عامر (مصرية) خبيرة في مجال هندسة القوى الكهربائية، التي عبرت عن سعادتها لهذا الاختيار، تقديرا لدور المرأة العربية المسلمة، القيادي والريادي البناء، لخدمة العالمين العربي والإسلامي، مشددة على أن المرأة المسلمة والعربية تمتلك الإرادة والجهد والابتكار للمساهمة في جهود مجتمع واقتصاد المعرفة، لتصل إلى مصاف الدول المتقدمة، حيث يأتي اليوم، الذي تكون فيه المرأة العربية والمسلمة، نموذجا يحتذى به عالميا، وقادرة على الفوز بجوائز عالمية، ومنها جائزة نوبل في العلوم (بفروعها المتنوعة).
يشار إلى أن لجنة التحكيم التابعة للمجلة اهتمت بعمل قائمة أولية، استبعدت منها العديد من العالمات المسلمات، وتم التركيز على مجموعة العشرين من النساء المسلمات، اللائي حققن إنجازات علمية وتكنولوجية وريادية في مجال تخصصهن الوظيفي، فضلا عن مساهماتهن في تحقيق العدالة المجتمعية.