بدأت بطرافة وتحولت إلى خرافة.. شائعات السحر تشوه سمعة الفرق المصرية

القاهرة - علق رياضيون ساخرين على التصريحات الأخيرة لمرتضى منصور رئيس نادي الزمالك بأنه لن يواجه الأهلي مستقبلا بمدير فني، بل سيستعين بشيخ لفك أعمال السحر، متوقعين أن ترتفع قيمة تعاقدات الأندية مع سحرة ومشعوذين لعرقلة لاعبي ونتائج الفرق المنافسة، ثم ترتفع معها أجور الشيوخ المتخصصين في فك “الأعمال السفلية” لإعادة النجوم المسحورين إلى تألقهم.
كان منصور قد أعلن بعد نهاية مباراة القمة المصرية قبل أسابيع، والتي حسمها الأهلي بهدفي مؤمن زكريا، اكتشافه وجود أعمال سحر ضد فريقه، مدللا على ذلك بقيام أحد اللاعبين بتطليق زوجته قبيل اللقاء، وإصابة بعض اللاعبين الآخرين أبرزهم أيمن حفني الذي ارتفعت درجة حرارته بشكل كبير بعد عمليات الإحماء، ما منعه من المشاركة في اللقاء، مشيرا إلى أن لاعبي فريقه كانوا أشباحا أمام الأهلي.
هزيمة مصر الكبيرة بستة أهداف مقابل هدف أمام غانا في المرحلة الأخيرة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 ارتبطت أيضا بالسحر
لم تكن تصريحات مرتضى الأولى التي يتهم فيها أحد منافسي فريقه بالتعامل مع السحر، إنما تكرر الأمر عدة مرات في الموسم الأخير، لعل أبرزها تلك التي اتهم فيها طارق العشري مدرب إنبي السابق بالتعامل مع أحد الشيوخ لتحقيق نتيجة إيجابية أمامه، وقيامه بجلبه إلى مقاعد البدلاء بالملعب، كما اتهم عصام الحضري حارس الإسماعيلي الحالي بالتعامل مع عفريت يدعى “جامايكا” لمساعدته في التصدي للكرات وعرقلة المهاجمين حينما كان يحرس مرمى فريق وادي دجلة، على غرار الدور الذي قام بأدائه سمير غانم في فيلم “في الصيف لازم نحب”.
تعويذة مونديالية
لم تكن أحاديث السحر في الكرة المصرية وليدة هذا الموسم، فهناك قصص شهيرة تناقلتها المنتديات الرياضية حول مدربين اعتادوا الاستعانة بالشيوخ والمشعوذين لتحقيق بطولات، وأبرز من طالتهم تلك الشائعات حسن شحاتة الذي قاد المنتخب المصري للفوز بثلاثية أمم أفريقيا التاريخية 2006 و2008، خاصة بعد ما ردده البعض عن لجوئه لشيخ مغربي، وإجباره عصام الحضري حارس مرمى الفريق على ارتداء قلادة خشبية في معسكر المنتخب وعدم التخلي عنها بشكل نهائي، الأمر الذي ساهم في تألق الحضري مع المنتخب في البطولات الثلاث.
|
لكن ما نسب لشحاتة لم يكن البداية، فبالرجوع قليلا إلى الوراء نجد اتهامات وجهت للراحل محمود الجوهري باللجوء أيضا لأحد الشيوخ للحفاظ على قائمته المشاركة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1990 من الإصابات، وتكرر الأمر في بطولة كأس الأمم 1998 التي فاز بلقبها بعد غياب طويل، لكن كان قد سبق ذلك شائعات بشأن لجوئه إلى أحد شيوخ الأزهر لجلب الحظ وفك السحر عن لاعبي الأهلي الذي توج معه بأول لقب أفريقي في تاريخ النادي حينما فاز بدوري الأبطال الأفريقي عام 1983، على حساب فريق أشانتي كوتوكو الغاني المعروف بقوة ساحره.
وينفي شوقي غريب المدير الفني السابق للمنتخب، ومساعد حسن شحاتة في الفترة الذهبية للمنتخب، لـ"العرب" ما تردد عن لجوئهم للسحر، متسائلا في سخرية من تلك الشائعات بأنه إذا كان الفضل في الفوز والمسؤولية عن الهزيمة تعود للسحرة فلماذا لم تفز البلاد المهووسة بالسحرة بكأس العالم، أو حتى تتأهل إليه؟، ولماذا لا تحقق نتائج إيجابية في أغلب البطولات؟، مشددا على أنه شخصيا لا يؤمن بوجود تلك الأمور.
وقال غريب إنه سمع شائعات كثيرة عن استعانة الجهاز الفني الأسبق للمنتخب الذي كان يقوده الكابتن حسن شحاتة بالشيوخ والسحرة، أبرزها الشائعة التي تم تداولها بشأن الاختلاف مع الشيخ المغربي على قيمة التأهل لكأس العالم 2010، وهو ما نجم عنه الخسارة أمام الجزائر في المباراة التي أقيمت بأم درمان، مضيفا "إذن كيف حققنا لقب أفريقيا 2010 بعد ذلك، وهل اختلفنا معه أيضا عندما خسرنا مع جنوب أفريقيا وغيرها"، مضيفا "إذا كان المنافس يستطيع مواجهتي بالسحر فأنا أستطيع أيضا، لكنني لا أؤمن بهذا النوع من الأفعال".
غريب سخر أيضا من قصة قلادة الحضري الخشبية قائلا إن الحارس تم تغييره في إحدى مباريات أمم أفريقيا 2008، بزميله عبدالواحد السيد الذي حافظ على نظافة شباكه، فهل ارتدى قلادة هو الآخر، أم استفاد من تأثير قلادة الحضري؟.
أبرز من طالتهم الشائعات حسن شحاتة بعد ما ردده البعض عن لجوئه لشيخ مغربي وإجباره عصام الحضري على ارتداء قلادة خشبية
أوضح الحارس الدولي السابق أن السحر موجود في أفريقيا ومسلم به، وهناك اعتقاد بأنهم "لن يستطيعوا الفوز على الفرق المصرية بشكل طبيعي، نحن نفوقهم في المهارة ويفوقوننا في القوة البدنية، ولم نكن بالمناسبة نخشى سحر كل الفرق الأفريقية، وإنما فقط تلك التي تنتمي لنظام قبلي ولها ساحر".
أشار نجم الزمالك الذي كانت تلك المباراة أحد أسباب اعتزاله كرة القدم قائلا “كنا نستطيع هزيمة نكانا ريد ديفلز الزامبي أو جورماهيا الكيني، لكن فريق مثل كوتوكو التابع لقبيلة أشانتي كان له سحرة متخصصين يستعين بهم لتحقيق انتصار أو الفوز بلقب”.
عن أبرز المظاهر التي يشعر بها اللاعب المسحور يقول المأمور "كان يتم غلق الملعب أمام المهاجمين، عندما يتعامل الحراس مع شيوخ أو سحرة فإن المهاجمين لا يرون الكرة، أو يسددونها في العارضة، أو يسددون الهواء بدلا من الكرة، هناك مظاهر كثيرة، والسحر موجود في القرآن”.
من القصص المثيرة التي ارتبط فيها السحر بالكرة المصرية، تـلك التي تتعلق بالشفاء من الإصابات الطويلـة والمستعصية، مثلما حدث مع الغاني فيلكس لاعب الأهلي والزمالك في تسعينات القرن الماضي الذي فشل في العلاج من إصابة طويلة، فقرر السفر إلى بلاده للعلاج بالسحر قبل أن يعود بمستوى أفضل مما كان عليه قبـل الإصـابة.
|
الشيخ إدريس وحسام حسن
في أواخر التسعينات من القرن الماضي أعلنت وزارة الداخلية في مصر القبض على دجال في أحد أرقى الأحياء بمدينة نصر بالقاهرة، يدعى الشيخ إدريس، وكانت المفاجأة وجود صور في منزله تجمعه ببعض نجوم الكرة، وقد اعترف في التحقيقات أنهم كانوا يترددون عليه لقضاء حوائجهم، من بينهم عصام الحضري حارس الأهلي الذي كان يمر بمستوى فني سيء في ذلك التوقيت ورغب في استعادة مستواه، وأيضا سمير كمونة مدافع الأهلي السابق الذي كان يهدف إلى السفر للاحتراف في أوروبا وهو ما تحقق بالتحاقه بفريق كايزر سلاوترن الألماني.
لكن الأمر الذي أثار جدلا كبيرا في الاعترافات، ما قاله إدريس بشأن تردد حسام حسن هداف الأهلي التاريخي في ذلك التوقيت عليه بشكل مستمر، وبطبيعة الحال نفى نجوم الكرة المصرية علاقتهم بالدجال، مكذبين اعترافاته.
معتز إينو لاعب الأهلي والزمالك السابق قال لـ”العرب” إنه لم يفكر أو يسمع أن أحد زملائه لجأ إلى السحر، مضيفا “نحن نؤمن بديننا الحنيف، وقد لعبت 5 سنوات بالزمالك ومثلهم بالأهلي وثلاث سنوات بالحدود والجيش ولم أصادف أبدا وجود زميل يلجأ للسحر”.