بريطانيا تراهن على تقارب مع إيران تعوقه مخاوف الماضي

طهران - ستتجه أنظار العالم غدا الأحد إلى طهران حينما يقوم وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بإعادة فتح سفارة بلاده في طهران بعد أربع سنوات من إغلاقها، في خطوة تجسد رضى الغرب على الإيرانيين.
وسيكون هاموند الذي شكل الضلع السادس لطرف التفاوض النووي العالمي مع إيران، الأولى لوزير خارجية بريطاني إلى طهران منذ العام 2003.
ويأتي هذا التقارب المتوقع بعد سيل من الزيارات قام بها وزراء غربيون إلى هناك عقب الاتفاق التاريخي حول البرنامج النووي الإيراني في منتصف يونيو الماضي وإنهاء سنوات من الشكوك حول ذلك النشاط.
ورغم أن هذه الخطوة ستمهد لخطوات مماثلة من قبل دول أخرى إلا أن التمثيل الدبلوماسي البريطاني سيكون محدودا إلى حين استكمال الإجراءات العملية كافة، بما فيها ضمان التزام السلطات الإيرانية بحماية موظفيها وسفارتها وقدرتهم على أداء مهامهم من دون عراقيل.
ويرى محللون أن هذا التقارب إلى جانب كونه متأتيا من الانفراجة النووية فإن الأوضاع المضطربة التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط هي من فرضته من أجل إيجاد حلول لها ولو بطريقة غير معلنة.
ويشير البعض إلى أن القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية سيكون ربما ضمن أولويات الطرفين في المرحلة القادمة. فالنظرة الغربية إلى إيران تبدلت كثيرا بعد الاتفاق النووي والواضح أنهم لم يعدوا يعولون على عرب الشرق الأوسط لإخراج منطقتهم من أزمتها.
|
ومع أن الخارجية البريطانية أعلنت هذه الزيارة من دون الإشارة إلى إعادة فتح السفارة، إلا أن مصادر دبلوماسية إيرانية، رفضت الكشف عن هويتها، في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية أكدت أن البلدين سيعيدان فتح سفارتيهما.
وخلال محادثة هاتفية مع الرئيس الإيراني حسن روحاني منتصف الشهر الماضي، أعرب رئيس الحكومة البريطاني ديفيد كاميرون عن “اهتمامه” بإعادة فتح السفارة البريطانية في إيران.
ومنذ أن وصلت القيادة الإيرانية الحالية إلى سدة الحكم في يونيو 2013، تصدر إشارات مشجعة إلى الغرب بشأن تغيير نهج التشدد الذي سلكته البلاد في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، مظهرة استعدادها لتطبيع كامل للعلاقات.
وتأمل الدول الغربية التي حدت بشكل كبير من صلاتها الاقتصادية والتجارية مع طهران بسبب العقوبات الدولية، في تجديد تلك العلاقات معها حيث تمثل سوقا ضخما كونها تضم ما يقارب 80 مليون نسمة.
وتشجع حكومة روحاني تطبيع العلاقات مع الغرب لجذب الاستثمارات الأجنبية الذي يحتاج إلى تطوير قطاعات مختلفة من اقتصاده، وخصوصا قطاع الطاقة الذي عانى كثيرا من الحظر المفروض منذ أكثر من 12 عاما على عكس التيار المتشدد (المحافظين).
وكان محتجون إيرانيون اقتحموا السفارة البريطانية بطهران في نوفمبر 2011 وحرقوا العلم البريطاني احتجاجا على عقوبات فرضتها لندن وردت بريطانيا بإغلاق سفارة إيران لديها وطرد دبلوماسييها.
لكن تلك الخطوة لم تكن تمثل قطيعة للعلاقات الدبلوماسية بشكل كامل. فقد نقلت لندن طاقمها الدبلوماسي من طهران إلى دبي وافتتحت لها سفارة افتراضية على الإنترنت للتواصل مع الإيرانيين، لكن سرعان ما حجبت السلطات الإيرانية الموقع ومنعت الإيرانيين من الوصول إليه.
وكشفت تقارير سابقة عن مفاوضات سرية بين البلدين من أجل إعادة التمثيل الدبلوماسي بينهما، إلا أنه لم يتجسد جراء الغموض الذي رافق المفاوضات النووية.