تفجيرات العيد تنذر بعودة العنف الطائفي في العراق

بغداد - ارتفعت حصيلة ضحايا سلسلة من التفجيرات، استهدفت مساء أمس الأوّل مقاه وأسواقا في العراق، إلى أكثر من سبعين قتيلا ومئات الجرحى، وهو ما جعل العراقيين يحمّلون الحكومة والسياسيين مسؤولية التردّي المتصاعد للأمن في بلدهم في العاصمة بغداد وعدد من المحافظات الأخرى.
وإجمالا، فقد أدى 16 تفجيرا بسيارات مفخخة أو عبوات ناسفة وهجوما مسلحا إلى سقوط 74 قتيلا و324 جريحا في ثالث أيام عيد الفطر بعد شهر رمضان الذي كان بدوره الأكثر دموية منذ سنوات.
|
ونظرا لتزامنها وانتشارها، فقد بدت تلك الهجمات منسّقة، وكأنها تستهدف تحديدا من يحتفلون بعيد الفطر، لاسيما أنّها ضربت عددا من الأسواق والشوارع التجارية والمطاعم والمتنزهات التي توجّهت إليها الأسر للاحتفال بالعيد، بما يعكس تصاعد العنف الطائفي في العراق منذ مستهل العام الجاري. وعلى إثر سلسلة الهجمات الدامية بدت شوارع بغداد، التي شهدت إجراءات أمنية مشددة، شبه خالية إلاّ من بعض المارّة الذين بدا الخوف واضحا عليهم. وبدت معظم الهجمات منسقة بسيارات مفخخة وقعت في ثمانية أحياء شيعية وسنية ومختلطة في بغداد.
وشهد شهر رمضان هذا العام سقوط أكبر عدد من القتلى منذ سنوات مع وقوع تفجيرات سيارات ملغومة بشكل منتظم ومقتل العشرات خاصة في العاصمة بغداد. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من ألف عراقي قتلوا في يوليو في أعلى معدل للقتلى خلال شهر واحد منذ عام 2008.
وتقول وزارة الداخلية العراقية إن البلاد تواجه «حربا مفتوحة» بسبب الانقسامات الطائفية في العراق وإنها كثفت الإجراءات الأمنية في بغداد وأغلقت طرقا وأرسلت طائرات هليكوبتر لتفقد الوضع الأمني.
وبعد مرور 18 شهرا على انسحاب آخر القوات الأميركية من العراق بدأ مقاتلون من السنة يستعيدون الزخم في معركتهم مع الحكومة التي يقودها الشيعة وزادت جرأتهم بسبب الحرب الدائرة في سوريا. ويأتي العنف في إطار هجمات مستمرة من المتشددين منذ مستهل العام مما أدى إلى تحذيرات من نشوب صراع على نطاق أوسع في بلد لم يتوصل فيه الشيعة والسنة والأكراد بعد إلى اتفاق مستقر لتقاسم السلطة.
وقد تصاعدت التوترات داخل الحكومة القائمة على تقاسم السلطة بين الشيعة والأكراد والسنة كما أن تجدد العنف أشعل مخاوف من العودة إلى العنف الطائفي الذي وصل إلى ذروته خلال عامي 2006-2007.
ويتّهم السنة الحكومة المركزية بتهميشهم سياسيا وينظمون تظاهرات منذ نهاية ديسمبر 2012، متّهمين السلطات بالقيام باعتقالات تعسفية، ممّا عمّق الأزمة السياسيّة التي يشهدها العراق.
وتأتي أعمال العنف الأخيرة بعد أسابيع من هجمات واسعة أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها واستهدفت سجني «أبو غريب» و«التاجي» بالقرب من بغداد، ممّا سمح بفرار مئات المسلحين. وقد حذر محللون والشرطة الدولية (الانتربول) من أن هرب هؤلاء السجناء يمكن أن يؤدي إلى زيادة الهجمات لأن العديد منهم مرتبطون بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.