سلامة كيلة: الربيع العربي صار خريفا بسرعة لا مثيل لها

القاهرة- المؤلف سلامة كيلة، يسعى في كتابه “زمن الثورة”، إلى استكمال تحليل المشهد العربي المرتبك بعد أكثر من أربع سنوات على الحراك الشعبي في العالم العربي، وسقوط أنظمة مستبدة، ومحاولة أنظمة أخرى للاستمرار، في استهانة بالغضب الشعبي وتوالي أرقام الضحايا، حيث الشعب مجرد “أرقام”، وليس بشرا لهم أسماء وذكريات ومحبون.
ما جرى تغيير “في الشكل” دون المضمون، تغيّر اسم الحاكم، وظلت الأوضاع التي فرضت التهميش والفقر والبطالة وانهيار التعليم وتراجع الاهتمام بالصحة العامة.
كل ذلك فرض متابعة المشكلات التي رافقت صيرورة الثورات العربية، منذ خلع زين العابدين بن علي في تونس في يناير 2011، وملامسة أسباب العجز عن تحقيق التغيير المنشود، ومتابعة ردود الأفعال التي واجهت الثورات؛ ردود فعل الطبقة المسيطرة، والدول الإقليمية والدول الأمبريالية.
ويرى المؤلف أن “الربيع″ صار “خريفا” بسرعة لا مثيل لها، أو هكذا بدا الأمر، وتعمم في الإعلام، وتردد على ألسنة “النخب” والأحزاب الكهلة. فعادت الأمور أكثر سوداوية وإحباطا، والأفق ظهر مسدودا، حتى قال البعض إن ما جرى لم يكن ثورة بل “مؤامرة”، وإن كل ثورة هذه “الدهماء” لم يكن بفعلها الذاتي نتيجة أزماتها، بل بفعل “الروموت كونترول” الأمبريالي.