"طيرسون الحنين" ديوان أنثى تبحث عن معاني الوجود

اختارت الشاعرة الشيخة أسماء بنت صقر القاسمي في ديوانها “طيرسون الحنين”، الصادر عن دار الرمك للنشر في جدة، اللغة البسيطة والسلسة التي تحمل في مفرداتها قدرا عاليا من الشعر، استطاعت أن تؤلفه وفق مقطوعات وجدانية تبحث في ذاتها الإنسانية أولا، وفي محيطها الذي يشغله الآخرون ممن تعرفهم ولا تعرفهم، ثانيا.
من دون شك، هي فرصة للبوح وللتعبير عن روح متخمة بمشاعر متناقضة لم تزل ترنو إلى الأمل على الرغم من أن الألم صديقها في معظم الأوقات، فتهرب من نفسها لتبحث عن ذات أخرى، وربما عن شيء آخر ليس له ذات أصلا. تقول الشاعرة الشيخة أسماء بنت صقر القاسمي “هاربة أنا منّي إليّ/ من دوني.. من دونهم/ وحدي أناجي وحدي”.
القداسة والخشوع، هما ثيمات المجموعة الشعرية. فقد اختارتهما القاسمي بيئة محيطة لكل المشاعر والأحاسيس التي تجسدها في قصائدها. الأمر الذي يتجسد فضلا عن الأفكار والمواضيع، في المفردات وخاصة تلك التي تتصدر العناوين، مثل: “قداس خشوعي”، “”راهبة المطر”، “مزامير النور”. وبالتالي الحياة تمسي أكثر شفافية وطهرا في “طيرسون الحنين”.
قدمت القاسمي كذلك في ديوانها، شيئا من شعر “الهايكو”، إذ قالت في أحد المقـاطع الشعرية “سيول عارمة/ ريح هوجاء/ شمس غائبة/ تنبت/ زنبقة”.
وللطبيعة في قصائد الديوان سحر مترامي الأطراف هنا وهناك، تناجيها القاسمي لتشاركها الحب والحنين والشوق. كما أنها تؤنسها في عزلة تفرضها على نفسها، حتى أنها تتماهى معها في الشعر والشعرية، فتكاد لم تخلُ قصيدة من عناصر الطبيعة التي تفرض أجواءها ومناخاتها على التراكيب، محوّلة إياها إلى مواكب تفيض بالمشاعر.