غرام أدبي عربي- إسرائيلي
ما الفرق بين كاتب إسرائيلي يميني أو يساري إذا كان كل منهما لم يبرح مكانه من أرض ليست له؟. ولماذا يحتفي الفلسطينيون بيهود مدافعين عن حقوقهم المشروعة كناعوم تشومسكي ونورمان فينكلستاين، بينما يرفض معظمهم اللقاء مع كاتب يحمل الجنسية الإسرائيلية ويناهض انتهاكات حكومته ضد الفلسطينيين؟. أفهم أن هناك معارضون في كل البلاد لحكوماتهم، لكنهم ليسوا معارضين لأوطانهم.
ينطبق هذا على الكاتب الإسرائيلي المعارض للحكومة لا للكيان نفسه. ما جدية مواقف هؤلاء الكتَّاب الذين يتحوَّلون إلى حمامات سلام في أعمالهم، وفي استعدادهم للقاء نظرائهم من العرب والفلسطينيين خصوصاً.
التقيت مرَّة شاعرة تُصر على التعريف بنفسها بأنها مكسيكية، مع أنها ولدت وولد آباؤها في الولايات المتحدة التي تسميها هي في إحدى قصائدها بالشياطين المتحدة.
الشاعرة أمبر باست اتخذت موقفا واضحا من سياسة بلادها ورحلت إلى المكسيك متخلية عن الجنسية الأمريكية وكل ما يعنيه ذلك من فقدان امتيازات عدة وتعيش حاليا مع بقايا شعوب المايا في ولاية تشياباس أفقر مناطق المكسيك. ليتخذ هؤلاء الكتاب الإسرائيليون اليساريون موقفا شبيها كي نرفع لهم قبعاتنا تحية.
شهدت عدة نشاطات يحضرها شعراء إسرائيليون يمينيون ويساريون لا يفوِّتون أي فرصة لإلقاء قصائد وللحديث عن موضوع الهولوكوست الذي تحول إلى بقرة حلوب وعامل جذب عاطفي مهم جدا منذ عدة عقود.
نجح الإسرائيليون في تمرير سياسات كثيرة من فتح سفارات في دول عربية وعقد معاهدات سلام والقيام بمشاريع اقتصادية وسياحية ولم يبق أمامهم سوى الثقافة كحائط أخير يتمترس خلفه المتمسكون بهويتهم.
بطبيعة الحال، ليس لدى الكاتب الإسرائيلي مشكلة في أن يجالس كاتبا عربيا، على العكس تماما، فإن ذلك يكسبه تأييدا لموقف بلاده الذي يدعي سعيه نحو السلام، محاولا وضع نظيره العربي في مأزق خصوصا في النشاطات الثقافية التي تقام في الغرب.
أختم كلامي بتساؤل، لماذا بعد سماعنا عن جلسةٍ "أدبية، غرامية"، بين كاتب إسرائيلي وآخر عربي يذاع صيت الأخير وتنفتح أمامه أبواب الشهرة والمهرجانات وتبدأ أعماله مهما اتفقنا أو اختلفنا على قيمتها، بالترجمة والانتشار؟
________________
كاتبة فلسطينية مقيمة في ماناغوا-نيكاراغوا