كبار الدوري الإنكليزي يغزون سوق الانتقالات الصيفية

لندن – حسم مانشستر يونايتد الإنكليزي الساعي لاستعادة الألقاب محليا وأوروبا صفقة نجم وسط منتخب فرنسا ويوفنتوس بطل الدوري الإيطالي في المواسم الخمسة الماضية، ليصبح أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم.
وأعلن مانشستر يونايتد أن بول بوغبا وقّع عقدا انتقل بموجبه إلى صفوفه لمدة 5 سنوات. وقدّرت وسائل الإعلام البريطانية صفقة عودة بوغبا إلى ناديه السابق بنحو 89 مليون جنيه إسترليني (105 ملايين يورو).
وكشف يوفنتوس لاحقا أن قيمة صفقة انتقال نجمه الفرنسي إلى مانشستر يونايتد بلغت رقما قياسيا عالميا وصل إلى 105 ملايين يورو (116 مليون دولار)، كما تحقق الصفقة حوافز إضافية بقيمة خمسة ملايين يورو. وجاء في بيان للنادي الإيطالي “يؤكد نادي يوفنتوس أن بول بوغبا أكمل انتقاله إلى مانشستر يونايتد مقابل 105 ملايين يورو ستدفع خلال سنتين”. وتابع “إن الصفقة جعلت بوغبا أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم”.
وحطّمت صفقة انتقال بوغبا إلى المان يونايتد الرقم القياسي السابق لأغلى الصفقات الكروية في العالم والتي أبرمها ريال مدريد الأسباني حين تعاقد مع الويلزي غاريث بيل من توتنهام الإنكليزي عام 2013 حيث قدّرت الصفقة حينها بـ85 مليون جنيه إسترليني (نحو 100 مليون يورو).
ومهّد مدرّب مانشستر يونايتد البرتغالي جوزيه مورينيو لحصول فريقه على بوغبا بقوله بعد التتويج بلقب درع المجتمع عقب الفوز على ليستر سيتي 2-1 “أخيرا، حصلنا عليه”.
وأضاف “سينضم بوغبا إلى فريق ناجح فاز في مباراتيه الأخيرتين الرسميتين، واحدة في نهائي كأس إنكلترا نهاية الموسم الماضي والثانية في درع المجتمع”.
|
وتابع مورينيو “أمر رائع أن ينتقل لاعب بمثل مستواه الكبير إلى صفوفنا، لكنّي أعتقد بأن مانشستر هو النادي المثالي لبوغبا لأنه سيساعده على الارتقاء إلى المستوى الذي يبغي الوصول إليه”. وكان الدولي الفرنسي ترك في 2012 فريق “الشياطين الحمر” لأنه لم يقنع مدرّبه آنذاك الأسكتلندي أليكس فيرغوسون، مقابل 800 ألف جنيه.
وأصبح بوغبا رابع انتدابات مانشستر يونايتد للموسم الجديد عقب تعاقده مع المدافع العاجي إريك بايي، ولاعب الوسط الأرميني هنريك مخيتاريان والمهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش في سعيه الدؤوب لاعتلاء منصات التتويج محليا وقاريا.
بداية مبكرة
خاض بوغبا (23 عاما) 7 مباريات فقط مع مانشستر يونايتد بين 2011 و2012 ولم يسجل فيها أيّ هدف، ولعب مع يوفنتوس 178 مباراة بين 2012 و2016 سجل فيها 34 هدفا، وتوّج مع الفريق الإيطالي بلقب الدوري في المواسم الأربعة الماضية، وفاز معه بكأس السوبر الإيطالية في 2013 و2015.
وبدأ عشق لاعب الوسط بوغبا لكرة القدم حين كان في السادسة من عمره حيث لعب مع رواسي-أو-بري (1999-2006) قبل الانتقال في الفرق العمرية لتورسي (2006-2007) ولوهافر (2007-2009) ثم عملاق “أولدترافورد” (من 2009 حتى 2011 مع الفريق الرديف و2011-2012 مع الفريق الأول)، ومنه إلى يوفنتوس.
ويعترف بوغبا بأنه يتعيّن عليه بذل المزيد من الجهود ليصل إلى مصاف الكبار ويقول “يجب أن أجيد توقيت صعودي إلى منطقة الخصم بشكل أفضل”، مضيفا “يجب أن أهاجم وأن أدافع، لكن الأهمّ هو أن أنتبه لطريقة لعبي. أنا لست متحررا في المنتخب بالقدر الذي أنا عليه مع فريقي”. ويتميز النجم الفرنسي بلياقته البدنية الهائلة وتقنياته العالية وقراءته الجيدة للعب إضافة إلى تسديداته القوية.
استثمار يونايتد
هل بإمكان نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي العريق استرداد استثماره في الصفقة القياسية التي أنجزها وشهدت انتقال لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا من يوفنتوس؟ الإجابة هي نعم بحسب الاختصاصيين لكن شرط تألق النجم الجديد في صفوف فريقه. فمانشستر يونايتد يستطيع الاعتماد على بيع عدد هائل من القمصان التي تحمل اسم بوغبا في الأيام القليلة المقبلة وفي المدى المنظور، لتعزيز صورة اللاعب، وإمكانية بيعه بثمن أعلى في السنوات المقبلة حسب حركة السوق. وقد يكون الفريق الإنكليزي يحذو حذو ريال مدريد الأسباني في هذا المجال الذي اعتمد على مجرة النجوم “غالاكتيكوس” ما جعله أغنى ناد في العالم مع إيرادات وصلت إلى 577 مليون يورو عام 2015 حسب شركة “ديلويت” للتدقيق.
ويقول الخبير الاقتصادي باستيان درو “إنها تماما كذلك، ما يقوم به مانشستر يونايتد مماثل لما قام به ريال مدريد في السنوات الأخيرة”.
ويشير درو أيضا إلى التعاقدات التي أبرمها النادي الإنكليزي مع “شخصيات جذابة” أمثال المدرب جوزيه مورينيو والنجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش وخصوصا بوغبا والتي من شأنها أن تضاعف “عملية بيع المنتجات”، كما حصل في ريال مدريد مع نجوم أفذاذ أمثال البرتغالي كريستيانو رونالدو والكولومبي جيمس رودريغيز المنتقلين إلى الفريق الملكي مقابل 91 و80 مليون يورو على التوالي.
|
وأضاف درو “استردّ ريال مدريد استثماره برونالدو بعد سنتين أو ثلاث من خلال بيع القمصان فقط، ومانشستر يونايتد يسير على الطريق ذاته خاصة أنه ماركة عالمية معروفة في مختلف أنحاء العالم، وبالتالي نستطيع أن نتصور أن يتم استرداد المبلغ الذي دفعه لقاء التعاقد مع بوغبا خلال ثلاث سنوات كحدّ أقصى”.
ويملك بوغبا رصيدا شعبيا هائلا لدى عشاق الكرة المستديرة، فهو ثامن أكثر اللاعبين بيعا للقمصان التي تحمل اسمه وتحديدا 667 ألف قميص ليوفنتوس العام الماضي.
ولا شك فإن الرقم واعد على الرغم من أن الفرنسي لا يزال يتخلف عن زميله في مانشستر يونايتد إبراهيموفيتش (السابع بـ865 ألف قميص مع باريس سان جرمان)، وواين روني (السادس، بـ877 ألف قميص)، لكنه لا يزال بعيدا عن الرقم القياسي المسجّل باسم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في صفوف برشلونة (1.958.000 مليون).
وإضافة إلى بيع القمصان، فإنّ قدرات التسويق التي يحظى بها بوغبا تبدو القاطرة الأخرى لجلب الإيرادات لفريقه الجديد. فبفضل تسريحات شعره الخيالية، وكذلك الشعبية التي يتمتع بها لدى عنصر الشباب والملايين من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي (6.9 على إنستغرام)، فإن بوغبا يبدو على شاكلة الأيقونة ديفيد بيكهام من الناحية التسويقية ما يعني بأنه لاعب قادر على “جلب قيمة اقتصادية مضافة” حسب ليونيل مالتيزي الاختصاصي في التسويق الرياضي.
ويقول مالتيزي “سيدفع مانشستر يونايتد باتجاه عملية تسويق ضخمة لبوغبا”، وبفضل بوغبا يأمل النادي في جلب شركات رعاية إضافية وبالتّالي إيرادات جديدة والأهمّ من ذلك سحب البساط من تحت عملاقي الكرة الأسبانية ريال مدريد وبرشلونة اللذين يعتمدان على نجميهما ميسي ورونالدو.
وأبرز مثال على ذلك الشراكة بين أديداس ومانشستر يونايتد التي تعتبر الأغلى في العالم (940 مليون يورو على 10 سنوات) ويمكن أن ترتفع مع قدوم الفرنسي الذي ترعاه أديداس أيضا.
ويقينا لو نجح بوغبا في استغلال القدرات الهائلة التي يتمتع بها خلال مسيرته في صفوف الشياطين الحمر، فإن قيمته في السوق سترتفع دون أدنى شك ويمكن لفريقه التخلّي عنه بعد خمس سنوات على سبيل المثال مقابل مبلغ مماثل أو ربما أكثر.
ويقول الاختصاصي في اقتصاد الأندية فلاديمير أندريف “لا تمكن مضاعفة قيمة انتقال بوغبا 10 أو 20 مرة، لكن تستطيع أن تكسب 5 أو 10 بالمئة وبالتالي مجال التطور موجود لكنه ليس ضخما”.