كتاب مصريون يكشفون قناع الزيف عن المتسترين بالدين

أكد الشاعر حسن طلب أن مواجهة التيار الإسلامي "الإخوان والجماعات الإسلامية "هي مواجهة فكرية وثقافية. وعلى مدار عامين كشفت تلك المواجهات الأساس الواهي والمتعصب والرافض لفكرة المواطنة والوطن لدى تلك التيارات.
|
أضاف عبد الحليم نور الدين القول: "إنني أرفض فكرة المواجهة التي تخرج من إطار احترام الحوار، وثقافة الآخر إلى التخوين. كلنا أبناء وطن واحد نتطلع إلى المصالحة الوطنية المبنية على احترام ثقافة الحوار لنقيم بناء هذا الوطن.
|
وفي هذا الصدد، تقول أميرة عز الدين: "في ظني أن موجة الإخوان حفزت المثقفين على الثورة على سلبيات وسطهم أكثر، وبعد رحيل الإخوان سيطورون من أدائهم على الساحة الثقافية أكثر". وتضيف: "أي مواجهة تترك فينا مكتسبات نتعلم من خلالها إيجابياتنا وسلبياتنا، وفي ظني مصر كلها تعلمت أن تكون أكثر موضوعية في ذلك العام المنقضي من عهد الاخوان"
وتضيف كساب: "لم أراهن يوماً إلا على الشعب ووعيه وقدرته على التغيير، كنت على يقين بنزوله في الثلاثين من يونيو لكنني لم أكن أتخيل حجم الملايين التي نزلت بالفعل لقد أذهلني الشعب وأذهل الجميع قادة وجيشا وسياسيين، حزبيين ومثقفين، وأتوقفعند المثقفين خاصة، إذ لم يكن يخطر ببال أحد أن يكون للشعب هذه الخطوة السباقة حيث مضى البعض يكتب ويكتب، تُنثر الكلمات هنا وهناك وكان بداخلي شك أن كل ما يكتبه كتاب مصر ومثقفوها يصل لأذهان الناس فليس الجميع بقارئ أو حتى متابع للصحف أو برامج الفذلكة التي تملأ التليفزيون.
الشعب الذي قبل الإخوان في صورة رجل دعوة ودين واجتماعيا بعلاج الفقراء وتزويج البنات، الشعب الذي قبل إعانات الإخوان أيام الانتخابات وقت أن وجدهم يدحرونه ويضيقون عليه عيشه ويكذبون عليه، ويمتهنون كرامته وقف لهم بالمرصاد، لا أقلل من دور أحد فكل منا كان له دوره، المثقفون لم ينعزلوا كما عُرف عنهم فلقد كانوا في الشارع مع الناس، لكن هؤلاء الناس، هذا الشعب خرج ليجبر الجميع على الاستماع له فهو لم يكن بحاجة لأحد ولا حتى لمن يعينه على وعيه الفطري الذي حركه تجاه أرضه وبلده وحياته، الوعي الجمعي هو الذي أخرس الجميع بما فيهم المثقفون الذين وقفوا أمام إرادته منبهرين، لم يكن منا من يريد عودة العسكر مرة أخرى، لكن الشعب ببوصلته التي وجهته لجيشه خرج يطلب منه الخلاص، وهذا جعلنا صامتين واثقين في بوصلته، وكانت حقيقية وقد تعلم قادة الجيش الدرس فسلموا الأمر لسلطة مدنية.
إن كان للمثقفين دور الآن فهو الانغماس أكثر وأكثر وسط الشعب ووسط الناس في محاولة اكتشاف جديدة لهؤلاء الناس الذين خرجوا بمختلف أطيافهم وطبقاتهم في مطلب وحيد بل قد خرجوا ليحصلوا على ما أرادوا دون طلب هم يعرفون مسبقا أن كلمتهم هي العليا. الذي عمل على انحسار الإخوان هم لا غيرهم، الاقتراب من الشعب هو الأهم، مساندته الأولى بأي شيء،
وإن كان هناك من وسائل لمواجهة تيار الإسلام السياسي فهي العمل على توجيه الوعي الجمعي الفطري لمخاطر هؤلاء الذين تاجروا بالدين ولعبوا في العقول طويلا، مهمة المثقفين هذه المرة ثقيلة جدا بدءا بتغيير لغة الخطاب مع الاستمرار في الشارع أمرا لابد منه، غرس قيمة الكلمة في الناس وقيمة رأيهم وتحديهم لكل الصعوبات التي تواجه المرحلة الحالية".
وتقول دينا عبد السلام: "أرى أن المثقف لا بد أن يلعب دوراً أكبر من أي وقت مضى، فتراجع موجة الإسلام السياسي لا يعني بالضرورة تراجع الجماعات الإسلامية عن نفث أفكارها في المجتمع والتي غالبـا ما تلقى رواجا كونها تعتمد على مرجعية دينية ما يجعل دحضهــا صعباً على الكثيرين، فأغلــب الظن أن هذا التيار المتأسلم لن يسلم بهذه السهولة وسيعود مجدداً حتى لو اضطره الأمر للتلون أو استخدام الإسلاميين الجدد لما قد يحظون به من قبول بعد أن حرقت أغلب وجوه الموجة الأولى وفقــدت مصداقيتهــا، مــا يؤكــد أن دور المثقف لا بــد أن يتعاظــم في الفترة القادمة، لدرء هذا الخطر الذي لا يهدد ثقافة مصر وهويتها فحسب، بل وأمنها وسلامتها.
|
وتشير الروائية زينب عبد الحميد إلى: "تضاؤل التيار الإخواني رسميًا، وكان المثقف يجد أن كل ما بحوزته هو محاولة تضميد ما أخلفته الحركة الديموقراطية من سوء اختيار وربما وجد المثقف نفسه أمام حيرة، فالديمقراطية تفرض عليه أحيانا اللامعارضة إلا أنه لم يرض عن مجرد البوح بالأخطاء التي زادت يوما بعد يوم بحكم الإخوان ولم يستطع التغاضي عن التهديدات القمعية العلنية عليه، بل والتكفير أيضا، فوجد دوره يتسع باتساع العنف القولي والفعلي لهيمنة تيار بعينه وأخذ ينادي بعدم الأخونة والنصح بالمساواة.
دور المثقف لم ينته، إذ تشي المرحلة القادمة بخطورة عاش المجتمع آثارها إلى حين، فعملية عزل ذلك النظام خلفت وراءهها انقساما لن يمحو التاريخ بشاعته وعلى المثقف أن يعي بهذا ليرشد الناس إلى كون الخلاف السياسي لا يجب أن يخلف وراءه تلك الفجوة الدموية بين أبناء مجتمع واحد".