مايكروسوفت تطوي تاريخ نوكيا الطويل في صناعة الهواتف النقالة

هلسنكي- وضعت شركة مايكروسوفت العملاقة حدا لرحلة نوكيا الفنلندية في سوق الهواتف النقالة بشراء وحدتها لإنتاج هذه الأجهزة. وأعلنت بذلك تحولا كبيرا في فسلفتها بالتحول الى انتاج الهواتف النقالة في محاولة لمنافسة شركتي أبل وسامسونغ.
قالت مايكروسوفت إنها ستشتري أنشطة نوكيا للهواتف النقالة وتراخيص براءات اختراع الشركة المرتبطة مقابل نحو 7.2 مليار دولار، في أكبر صفقاتها بقطاع أجهزة الهاتف المحمول.
وستحتفظ نوكيا ببنيتها التحتية الخاصة بالشبكات ووحدة الخدمات "أن.أس.أن" ووحدة خدمات الخرائط الرقمية وقطاعها للتكنولوجيا والتراخيص والتكنولوجيات المتقدمة، وهو قرار وصفته بأنه "افضل وسيلة للمضي قدما، بالنسبة لنوكيا ومساهميها".
ومن المقرر إبرام الصفقة في الربع الأول من العام المقبل شريطة موافقة مساهمي نوكيا والهيئات التنظيمية. وتتألف الصفقة من نحو 5 مليارات دولار لشراء قطاعي الأجهزة النقالة والخدمات في نوكيا، ونحو 2.2 مليار دولار لبراءات الاختراع المرتبطة بالأجهزة النقالة.
|
وكانت نوكيا في الماضي مهيمنة على سوق الهواتف المحمولة لكن أبل وسامسونغ تغلبتا عليها في سوق الهواتف الذكية التي تشهد منافسة شديدة. وقفزت أسهم نوكيا 40 بالمئة إلى 4.1 يورو أمس، بعد إعلان الخبر حيث تهافت المتعاملون على شرائه.
وتعادل قيمة الصفقة ربع مبيعات نوكيا في العام الماضي. ومازالت نوكيا، التي ستتقلص أنشطتها بعد الصفقة ثاني أكبر شركة للهاتف المحمول بعد سامسونغ لكنها لا تأتي ضمن أكبر خمس شركات في سوق الهاتف الذكي التي تحقق نموا سريعا ومكاسب أكبر.
وسيعود الكندي ستيفن ايلوب، الذي كان يدير قسم برمجيات الشركات في مايكروسوفت قبل أن ينتقل إلى نوكيا عام 2010، إلى الشركة الأميركية رئيسا لقسم الأجهزة المحمولة.
ويجري بحث اختيار ايلوب رئيسا تنفيذيا لمايكروسوفت خلفا لستيف بالمر الذي سيتقاعد العام المقبل بعد أن يطلق عملية إعادة تنظيم تهدف لتحويل شركة برامج الكمبيوتر إلى مجموعة لإنتاج الأجهزة وتقديم الخدمات على غرار أبل.
وفي عام 2011 كتب ايلوب مذكرة قال فيها إن الشركة الفنلندية متأخرة عن نظرائها وتفتقر إلى التكنولوجيا التي تمكنها من اللحاق بالركب ثم اتخذ قرارا مثيرا للجدل باستخدام برنامج ويندوز فون لتشغيل الهواتف الذكية بدلا من برامج نوكيا أو أندرويد الذي تطوره غوغل.
وكانت نوكيا ابرمت في اغسطس صفقة لإعادة شراء حصة شركة سيمنز في "نوكيا سيمنز نتوركس"، وقدرها 50% من الشركة المشتركة بينهما والمتخصصة في الشبكات العالية السرعة، وذلك من اجل تطوير هذا الشق من انشطتها الذي بات يعتبر حيويا.