5 بالمئة فقط من حسابات تويتر.. وهمية

واشنطن - وجد الباحثون برمجية للبيع تتيح للمتطفّلين إنشاء عدد غير محدود من الحسابات المزيفة على تويتر، وفي أبريل (نيسان) الماضي طبق الموقع مرشحا لحذف معظم الحسابات المزيفة، لكن سرعان ما تكيفت السوق السوداء مع الوضع، بتعبئة مزيد من معلومات الحسابات المزيفة بإضافة الصور وتنشيط الحسابات والتغريد منها قبل بيعها، لتبيع الوهم على أنه حقيقة، ما رفع من تكلفتها، فهناك نحو 20 مصدرا مختلفا لشراء الحسابات المزيفة.
التطبيق هذا ليس علميا، إنما هو إحصائي، يستطيع فرز الحسابات المزعجة، التي تميل إلى أن تكون قليلة المتابعة أو عديمتها، لكن تهدف إلى متابعة الكثير من الحسابات الأخرى.
وكانت الشركة أعلنت الأسبوع الماضي عن وظيفة مدير لمنتجات كبح التطفّل على موقعها.
وتقول تويتر إن الحسابات المزيفة تمثل 5 بالمئة من مستخدميها الناشطين البالغ عددهم 230 مليونا، غير أن باحثين مستقلين يعتقدون أن الرقم أكبر من ذلك، ففي الصيف كُشف عن 20 مليون حساب مزيف للبيع على تويتر، ويشكل ذلك 9 بالمئة من المستخدمين الناشطين على تويتر.
والمتابع الوهمي هو صاحب حساب وهمي مخادع، يتبع المشترك، من دون أن يكون له وجود مادي كشخصية اعتبارية.
بشكل عام، يقول خبراء إن قرابة 44 بالمئة من المتابعين على موقع تويتر ليسوا متابعين فعليين، بل هم وهميون، بحسب ما أكده أحد التطبيقات، التي تبحث عن الملفق أو الوهمي في المتابعين على حساب تويتر.
وتضيف تقارير إن ثلث المتابعين هم فعليا من المتطفلين.
|
وتقول الإحصائيات إنه كلما زادت شعبية صاحب الحساب على موقع تويتر، كلما زاد أيضا عدد متابعيه الوهميين، بفضل مراسلي البريد المزعجين عبر الإنترنت، وتزداد التكاليف الباهظة لإيهام المستخدمين.
واشترى جيم فيدمار 1000 حساب مزيّف على تويتر مقابل 58 دولارا من بائع إلكتروني في باكستان، لبرمجتها بغية تعزيز حسابات مغني الراب ديف موريل الذي يسمي نفسه فيرار على تويتر وتضخيم عدد متابعيه ليبدو أكبر بكثير مما هو عليه عدد المتابعين الحقيقي. ويدفع المغني موريل للسيد جيم من أجل زيادة عدد المتابعين، وهذا ما ينتهجه العديد من المشاهير، فالانتشار على تويتر يعني مزيدا من العقود والمعجبين كما أنه وسيلة للترويج والشهرة، وفقا لما ورد في صحيفة "وول ستريت جورنال".
ويسلط فيدمار الضوء على العالم الغامض للحسابات المزيّفة على تويتر، فخلال 6 سنوات أصبح فيدمار يدير 10 آلاف حساب لـ50 عميلا يدفعون لاكتساب مزيد من الشعبية والنفوذ.
وفي سبتمبر الماضي، استخدم فيدمار برمجية لمتابعة أكثر من 100,000 شخص من مستخدمي تويتر في أسبوع لصالح فريق روك أسترالي "ذا كونتاجوس" فزاد بذلك متابعي الفريق بنحو 20,000، وللفريق حساب "موثّق"..
وتظل الحسابات المزيفة شبهة تحوم حول شركة تويتر، في أعقاب نجاح عرض الاكتتاب العام الأولي، وتزدهر لأنها خلافا لفيسبوك لا تقيد المستخدم بحساب واحد، لكنها تحظر في الوقت ذاته "الحسابات الجماعية" وبيع أو شراء الحسابات أو المتابعين.
وتبيّن سابقا أن 55 بالمئة من متابعي باراك أوباما على تويتر هم أصحاب حسابات وهمية لا اعتبار لها.
وكانت مسألة الحسابات الوهمية على تويتر قد سببت سجالا حادا أثناء الحملة الانتخابية الأميركية الأخيرة.